قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، السبت، أن "المقاومة التي دكّت (تل أبيب) بقوة قبل 8 سنوات، قد راكمت مزيدًا من القوة، وباتت أكثر استعدادًا وإصرارًا على مواصلة مسيرة التحرير، و"لن تتراجع قيد أنملة عن هدف التحرير ودحر المحتل عن كامل أرضنا".
وأضافت الحركة في بيان صحفي بمناسبة الذكرى السنوية الثامنة لمعركة "حجارة السجيل"، واغتيال أحمد الجعبري، أحد أبرز قادتها العسكريين في قصف سيارته وسط مدينة غزة: إن "المقاومة وبكل أشكالها دربٌ أصيل، وخيار لا رجعة عنه مهما بلغت التضحيات حتى يندحر الاحتلال عن أرضنا ومقدساتنا، وكل محاولات قلب وتزوير الحقائق وشيطنتها بائسة، ولن يكتب لها النجاح".
وعدَّت "حماس" يوم 14 تشرين الثاني/ نوفمبر 2012؛ مثًل "آخر فصول العنجهية الصهيونية ونظرها بازدراء للمقاومة واستخفافها بالفعل العسكري الفلسطيني والمقاوم، حيث سجل في التاريخ أنّه يوم فارق، فبعد هذا اليوم الذي اغتال فيه الاحتلال قائد أركان المقاومة الفلسطينية الشهيد أحمد الجعبري، بات الاحتلال يحسب الحسابات الكبيرة قبل أن يُقدم على جرم وفعلٍ مشابه".
وأضافت: "لقد نجحت المقاومة في ذلك اليوم بانتزاع إقرارٍ فعلي من الاحتلال، بأن ثمة قواعد للاشتباك جديدة تم ترسيمها وترسيخها في وعيه؛ أن الدم الفلسطيني لم يعد رخيصًا مستباحًا، وأن المقاومة الفلسطينية الباسلة تقف له بالمرصاد، ولم تتردد للحظة واحدة، فقصفت تل أبيب عقر داره ورمز سيادته المزعومة".
ورأت "حماس" أن عملية اغتيال الجعبري لم تكن سوى إشباع الاحتلال لرغبة الانتقام ممن أذل طغيانه، وفضح هشاشة بنيانه، مشيرا الى أن الجعبري أقسم لحظة الإفراج عنه من سجون الاحتلال ألّا يغمض له جفن راحةٍ قبل أن يرى الأسرى أحرارًا، وقد برّ بقسمه أيما برّ، وذلك من خلال صفقة وفاء الأحرار التي تَحرّر فيها ثلّة كريمة من أبطال الشعب الفلسطيني، وهي إلى جانب ذلك مثّلت انتصارًا أمنيًا واستخباريًا ومعنويًا ترك في الاحتلال أثرًا عميقًا وصدمة يتردد صداها حتى اليوم.
وذكرت أن "معركة حجارة السجيل رسخت الثقة في نفوس الشعب الفلسطيني من خلال أداء المقاومة وإدارتها للمعركة والوسائل القتالية التي استخدمتها، حيث فاجأت الجميع بالعدة والعديد، بالقدرة على إدارة المعركة والسيطرة على أوارها بما يخدم أهدافها ويجبر الاحتلال على التصرف وفق إرادتها في ظل عمق وتأييد وإسناد عربي".
وبينت أن معركة حجارة السجيل "مثلت محطة فاصلة في تاريخ الثورة الفلسطينية، إذ عرف الاحتلال فيها أن الشعب الفلسطيني بات يملك مقاومة صلبة عاقلة متوثبة مستعدة، وليست بالهاوية المندفعة، وكذلك عرف جيدًا أن لهذه المقاومة حاضنة صلبة وحانية لم ولن تخذلها في يوم من الأيام".
وشددت "حماس" على أن الوحدة الوطنية خيار استراتيجي، ولن يهدأ لها بال حتى تعيد اللحمة وترص الصفوف في معركة التحرير، على مختلف الجبهات.
وحيت الأسرى في سجون الاحتلال، متمنية السلامة التامة لهم من جائحة "كورونا"، ومجددة لهم العهد بتمسكها بواجب تحريرهم "لعله يكون قريبًا".